لاريسا معصراني
برنامج “لهون وبس” هو برنامج انتقادي كوميدي يقدمه هشام حداد على شاشة ل.بي.سي وتقوم فكرته على تناول القضايا السياسية والاجتماعية بشكل ساخر كما يستضيف حداد في كل حلقة شخصية عامة مثيرة للجدل ويطرح عليها اسئلته باطار لاذع ومستفز، لكنه نسخة كربونية عن برنامج ” هيدا حكي” الذي يقدمه عادل كرم في الشكل والمضمون لناحية الفقرات التي يختارها ويسخر منها والتي غالباً ما تكون متداولة على صفحات الفايسبوك أو وسائل التواصل الاجتماعي، ويذيع حداد برنامجه في نفس الوقت الذي يذيع عادل برنامجه ،لكن بكل أسف لم يستطع برنامج “لهون وبس” ان يحدث نقلة نوعية او تميزّ في التقديم ، فحداد في تقديمه يبدو ثقيلاً، وإن رآه بعض جمهوره خفيف الظل، وهو أكثر سماجه من عادل كرم، أكثر جموداً في ملامحه، يلتقط “القفشات” والنهفات السياسية الاجتماعية والإعلامية التي تشكل مادة برنامجه، من دون أن يمتلك حس الدعابة والرشاقة والمرح. فهو يعتبر ثقيل الظل يصعب هضمه ، في مواجهة عفوية وهضامة ولياقة عادل كرم ، إضافة الى الجرأة الزائدة والغير المقبولة في استخدام عبارات بذيئة ، فيها قلة أدب يعني باختصار كلام “من الزنار والنازل” . هل يعتبر نفسه بأنه سيستقطب عدد اكبر من الجمهور بهذا الاسلوب الغير الاحترافي ؟ او ان قلّة الحياء ستكسب مربحاً اكثر للمحطة ؟
كما انه لدى استضافته العارضة ميريام كلينيك او المزيين جو رعد او الممثلة لورين قديح او غيرهم ، يتبع ّ الاسلوب الناري والساخر لاعتماد عنصر التشويق لدى المشاهد . هل يعتبر بانه سيحقق نجومية بهذا الاسلوب ؟
بالنهاية ، المنافسة على أشدّها بين عادل كرم وهشام حداد وكل برنامج لديه نقاط قوة ونقاط ضعف ، ويبقى الجمهور هو الحكم الاساسي والاخير والتحدي كبير ولن تكون المهمة سهلة بالنسبة الى الاثنين والاصعب في هذا النوع من البرامج التي تعايش قضايا الناس، هي القدرة على عدم التسخيف، او الاهانة او استسخاف العقول. يتمتع الجمهور، وان هلّل لكل ما يعرض، بفطنة النقد. بل انه قادر، في كثير من الاحيان، على كشف “الاعيب” الشاشات!
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.