حوار: وسيم عليا
هنا القاهرة من دمشق، هنا بغداد من دمشق، هنا دمشق الإذاعة الأعرق
على مر الأعوام، أطفات شمعتها ال74 ولكنها حافظت على جمالها وغدت أجمل من ألف فتاة، من روائع القدر أن يضع الله في دربك من ينيرون لك الطريق
فهؤلاء وحدهم من يستحقون الشكر والإمتنان، إذاعة دمشق يقودها مجموعة من أشباه الرسل، والذين يؤدون رسالتهم بصدق وأمانة وعطاء وسخاء.
آمنا بأن المستحيل مجرد كلمة وأن الإراده هي انتصارنا الأكبر على الجهل
فقهر الجهل يفتح لنا الأبواب لنعبرها إلى أفاق الدنيا مرتقيًا موكب العلم والمعرفة، وإن بناء العقول أصعب من بناء البيوت وأنتم يا أشباه الرسل خير بناء لها، إذاعة دمشق لم تفقد جمالها وكبريائها مازالت عابقة بالفرح بفضل عامليها”مذيعون وإداريون”، عشنا معهم حكاية ماضي وتاريخ أمجاد وقصة حاضر تستمعه وتنصت له بإمعان، وعام يلاحق عام ومازال ألقها يتسابق مع زمن الحداثة والتطور.
وبمناسبة عيد الإذاعة ومضي 74 عام على تأسيس إذاعة دمشق كان لي شرف اللقاء مع عدد من القامات الإبداعية التي يشغلون بها.
وللحديث أكثر عن فنون الإخراج الإذاعي الساحر كان لي هذا الحديث مع
المخرج “أحمد فراج” لنتوقف عن ماهية عمله:
1_كمخرج إذاعي ما المحصول المعرفي الذي توصلت إليه، وماذا أضافت لك إذاعة دمشق؟
_من خلال عملي في إذاعة دمشق لسنين طويلة تعرفت وتعاملت مع أساتذة كبار بمجال الإعلام والإخراج والدراما الإذاعية، وعند احتكاكي بهم تعلمت منهم واكتسبت من خبراتهم وبالتالي استطعت التأثير في محيطي بالإضافةلتعاملي مع الكثير من الأساتذة الكبار أمثال السيدة فريال أحمد والأستاذ علاء الدين الأيوبي والأستاذ نذير عقيل والأستاذ مروان قنوع رحمة الله عليهم جميعًا بالإضافة إلى الأساتذة أطال الله أعمارهم أمثال طالب يعقوب وجمال الجيش وعمر عيبور وأحمد جنيد و مازن لطفي وغيرهم. لقد أضافوا لي وأعطيتهم من شخصيتي وعملي وكان ذلك في مجال الدراما والبرامج الإذاعية سواء منها التي تبث على الهواء مباشرة أو المسجلة
لقد أضافت لي الكثير أولاً تكون لدي مخزون معرفي كبير في مجال الدراما وكيفية إخراج الدرامي الإذاعية وثانيًا تكون لدي أرشيف كبير في مجال الموسيقى والغناء وحاولت نقله إلى الجيل الجديد الذي بدأ الدخول في هذا المجال.
الإخراج الإذاعي له أصول ومعارف ومهارات لابد من إتقانها وإذا لم نحبها لا نستطيع الإبداع بها.
ونسبة كبيرة من الذين يعملون في هذا المجال حاليًا ربما هم يعملون به كوطيفةمجرد وظيفة للحصول على أجر وقسم منهم يحبون العمل في هذا المجال فتراهم يبدعون فيه ويتميزون به. كانت تجربتي كبيرة وغنية لأنني عندماعملت مع أساتذة سواء في مجال الدراما الإذاعية أو برامج الهواء أو البرامج المسجلة على اختلاف أنواعها ومواضيعها ” سياسية – ثقافية – اجتماعية – فنية منوعة تعلمت منهم وكسبت الخبرات وطورتها وأعطيتها من روحي وعلمي وشخصيتي.
2_ما نوع البرامج التي تفضل إخراجها؟
_في الحقيقة كل نوع له ما يميزه وأنا عملت بإخراج معظم أنواع البرامج سواء منها التي تبث على الهواء مباشرًة أو المسجلة، وعلى اختلاف مواضيعها السياسية والاجتماعية والثقافية والمنوعة، وبرامج الدراما الإذاعية، إلا أنني وفي هذه الفترة أهتم بإخراج البرامج المنوعة والتي تقوم بها دائرة المنوعات في إذاعة دمشق مثل برنامج قضايا شبابية وصوت السينما وذاكرة أسبوع وبرنامج رحيق الصبار، أيضًا أحب إخراج برامج الدراما الإذاعية والتي تمثل بالنسبة لي حب وشغف وحاليًا أقوم بإخراج برنامج درامي أسبوعي اسمه الملف يتناول قضايا المجتمع ويعكس همومه اليومية.
3_ماهي العوامل التي تصنع مخرجًا مميزًا؟
_هناك الكثير من العوامل أهمها من وجهة نظري الحب والشغف لهذه المهنة وثانيًا المعرفة بأصول هذه المهنة ودراستها وتعلم أسرارها وخفاياها، ولابدّ من توفر الثقافة العامة بالحد الأدنى والإلمام ببعض أصول الموسيقى والاهتمام بكل ما هو جديد على صعيد الغناء والموسيقى والحركة الفنية بشكل عام، أيضًا لابد من أن يكون لديك معارف ومحيط اجتماعي لابأس به وتوسيع هذه الدائرة، هنا في سورية لم يكن هناك معاهد متخصصة بدراسة الإخراج بشكل عام ونحن تعلمناها من أساتذتنا الكبار والذين لم يقصروا في تعليمنا هذه المهنة وكانوا سند لنا وداعم، إلا أنه أصبح لدينا في الوقت الحالي معاهد تدرس الإخراج.
4_كيف تنظر لوضع الإخراج الإذاعي في الوقت الحالي وبهذه الظروف الراهنة؟
_كما قلت لك سابقًا نسبة كبيرة ممن يعملون في هذا المجال يعتبرونه مصدر رزق لهم فقط فلا يعطونه حقه في التميز والإبداع لاسيما مع انخفاض المردود المادي، البعض يعتبرونه مجرد وظيفة والكثير أيضًا يكررون أنفسهم سواء في اختيارات الأغاني التي تبث في البرامج أو على الهواء أو في اختياراتهم لموسيقى شارات البرامج والبعض منهم لايكلف نفسه عناء البحث عن ما هو جديد أو ما هو مناسب فنراهم يكررون نفس الموسيقى لكل أنواع البرامج.
5_كلمة أخيرة لقرّاء موقع خبر عاجل.
_لا تنظر إلى الماضي إلا في حالتين لأخذ العبرة وكسب الخبرة.
ولابد من العمل والجد حتى تصل إلى الهدف، فالشجرة تعرف من ثمارها، وأتقن عملك تحقق أملك.
أتمنى لكم مزيدًا من التقدم والنجاح.