حلُم بالسيارات منذ نعومة أظافره، وشغَفَتهُ حباًّ محركاتها الضخمة وعجلاتها الثقيلة، فكان عقله الصغير يتأرجح بين الإعجاب تارة والحيرة تارة أخرى. كان مصدر الإعجاب نابعا من أشكال السيارات وألوانها وتصاميمها، وكانت الحيرة نابعة من قدرة هذه السيارات على التحرك والتنقل من مكان إلى آخر دون أن يدفعها أحد.
شيئا فشيئا، أخذ ساعده الصغير يشتد، وبدأ عقله الصغير يستوعب كُنْهَ الأشياء وأسباب نزولها، فتحولت الملاحظات البريئة إلى أبحاث عملية قيمة، وأضحى الإعجاب بالسيارات محفزا على الإبداع والابتكار في تطويرها، واستحالت الحيرة إلى محرك يدفعه نحو التفكير والإنجاز والنجاح. هكذا بدأت قصة منير لياتي مع عالم السيارات، وهكذا تحول من شغوف بهذا المجال إلى فاعل حقيقي على مستوى المملكة العربية السعودية والعالم العربي.
يعتبر منير لياتي، الذي رأى النور في مكة بالمملكة العربية السعودية عام 1982، نموذجا يحتذى به لكل راغب في تحقيق النجاح في عالم الصناعات بشكل عام، وصناعة السيارات بشكل خاص. فمنذ طفولته، كان خياله أكبر من أن يتقبل الأمور كما هي، وكانت ملَكاته الفطرية تدفعه إلى التفكير في سيارات أكثر ذكاء وكفاءة، تقودها أجهزة الكمبيوتر بدل السائقين، ويحركها الكهرباء بدل الغاز. وعيه المبكر بأهمية تطوير المركبات، وتكوينه الأكاديمي في هذا المجال لاحقا، جعلا من السيد منير مهندسا ميكانيكيا كفؤا، وكاتبا في مجال صناعة السيارات لا يشق له غبار.
اهتمام منير لياتي بعالم السيارات، وشغفه بدور الذكاء الاصطناعي في تطوير القطاع اليوم وغدا، دفعاه لتخصيص دراساته الجامعية لهذا المجال، فكان أن تخرج من معهد حسين العلي بشهادة تدريب المشغلين عام 2003، ليكمل بعدها تعليمه في الكلية التقنية بجدة التي نال منها شهادة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية عموما وهندسة السيارات على الخصوص. نجاح مهم عززه السيد منير لياتي بنيل شهادات أخرى إحداها كمدرّب معتمد في هندسة السيارات، والأخرى كمدرّب معتمد في السلامة والصحة المهنية.
ولأن الشهادات وحدها لا تروي ظمأ الشغوفين المبدعين، ولأن الناجحين لا يكتفون من العلم أبدا، فقد أبى منير لياتي إلا أن يصقل مواهبه في هندسة السيارات وما يتعلق بهذا القطاع بما تيسر له من وسائل هنا وهناك. لهذه الغاية، قضى السيد منير نفسه ووقته للعديد من الدورات التدريبية في مجالات مختلفة، عزز بها مجال تخصصه من جهة، وطور بها ملكاته الحياتية من جهة أخرى. وقد شملت الدورات التي حضرها على الخصوص مجالات القيادة والكمبيوتر، وتقنيات مكافحة الحرائق، وتعلم اللغة الإنجليزية وغيرها.
وبفضل مساره المتنوع والغني بالتجارب، خاض منير لياتي تجربة بحث فريدة، خصصها لسبل تطوير محركات السيارات دون الإضرار بالإنسان وبالبيئة. وخلال مساره البحثي، سعى منير لياتي بكل ما أوتي من علم وفطنة للوصول إلى الكيفية المثلى لاستثمار المركبات الكهربائية والهجينة لتوفير المال من جهة والحفاظ على الموارد الطبيعية والمساهمة في الاستدامة البيئية من جهة أخرى. وقد آتت أبحاثه وكتاباته أكلها في النهاية، بعد نيله جائزة عن بحثه القيم حول تطوير المحركات لتحسين كفاءاتها وتقليل الانبعاثات المضرة، وتلقيه التكريم من بعض الجهات نظير تفانيه في العمل واجتهاده لتطوير القطاع داخل وخارج بلده.
وبعيدا عن مساره الدراسي وأبحاثه العلمية، تقلد منير لياتي عددا من المناصب والمسؤوليات، منها على الخصوص اشتغاله كمدرّب في مؤسسة حسين العلي، وكمهندس صيانة مع شركة الحمراني فوكس للبترول، وكمشرف أول على السلامة مع مجموعة بن لادن السعودية للبناء، وكمشرف للصيانة في شركة الشايع الدولية للتجارة، وكمهندس ميكانيكي في شركة الجزيرة للسيارات. وهو اليوم مدرّب معتمد للهندسة الميكانيكية في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وفي الكلية التقنية بالعلا، كما يشغل منصب عضو، بكل من الهيئة السعودية للمهندسين، وهيئة السلامة والصحة المهنية المصرية.
وعلى عكس الكثير من المهندسين والمتخصصين في صناعة السيارات، لا يكتفي منير لياتي بالعمل الميداني، بل يتعداه ليشمل التفكير في الجوانب النظرية والكتابة عنها. وفي هذا الإطار، نشرت له مقالات حول دور الذكاء الاصطناعي في صناعة السيارات حاضراً ومستقبلاً. وقد صدر له كتاب “دليل الشخص العادي لصيانة السيارات” يتحدث فيه عن الصيانة الدورية للمركبات والمركبات الخفيفة، وعن مستجدات صناعة السيارات الكهربائية. وعبر كتاباته هذه، حاول منير تسليط الضوء على السبل الكفيلة بصناعة سيارات كهربائية أكثر كفاءة من السيارات التقليدية دون إهدار الكثير من الطاقة، ودون التأثير سلبا على البيئة والمحيط العام. منير لياتي، نموذج حي لمهندس شاب يأبى إلا أن يحقق النجاح في مجال صعب بالوطن العربي. شغفه الكبير بعالم السيارات، وإلمامه الكبير بسبل تطوير القطاع، وتضحيته بالوقت والجهد لتقديم الإضافة في الأبحاث الخاصة بهذا المجال، عوامل أساسية تؤهله لمزيد من التطور، وكثير من النجاح. وللراغبين في الاطلاع على أخبار وأبحاث ومستجدات السيد منير، يمكنهم زيارة موقعه الإلكتروني www.muneerlyati.com أو التواصل معه عبر الشبكات الاجتماعية كفيسبوك، وتويتر وغيرها.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.