الرئيسية / متفرقات / المعلم : الركيزة الأساسية في جميع الأوطان الناجحة

المعلم : الركيزة الأساسية في جميع الأوطان الناجحة


اذا أخلص المعلم عمله لله ونوى بتعليمه نفع الناس وتعليمهم الخير ورفع الجهل عنهم كان ذلك سبباً في تكثير حسناته وزياده في أجره لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ( انما الأعمال بالنيات )

ومهمة المعلم لا تقتصر على الماده العلميه بل هي مهمه شاقه ويسيره على من يسرها الله عليه فهي تتطلب من المعلم صبراً وأمانةً ونصحاً ورعايه … ولذا كان حري بالمربين والمعلمين أن يغرسوا في نفوس ناشئتهم إخلاص العلم والعمل لله وابتغاء رضا الله اولاً ثم إن حصل بعد ذلك مدح وثناء من الناس فذلك فضل من الله ..

صدق المعلم :

إن الصدق تاجٌ على رأس المعلم إذا فقده فقد ثقة الناس بعلمه وبما يمليه عليهم من معلومات لأن الطالب في الغالب يتقبل من معلمه كل مايقوله كما أن صدق المعلم يكسبه احترام المتعلمين

مطابقة القول العمل :

قال تعالى ( يأيها الذين ءامنوا لم تقولون مالا تفعلون . كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون )


المقصود : لم تقولون الخير وتحثون عليه وربما تمدحتم به وأنتم لا تفعلونه وتنهون عن الشر وربما نزهتم انفسكم عنه وانتم متلوثون متصفون به ، فهل تليق بالمؤمن ؟؟

لهذا ينبغي للآمر بالخير أن يكون أول الناس مبادرة إليه والناهي عن الشر أبعد الناس عنه قال تعالى ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم )

قال الغزالي : أن يكون المعلم عاملاً بعلمه فلا يكذب قوله فعله لأن المعلم يدرك بالبصائر والعمل يدرك بالأبصار وأرباب الأبصار أكثر فإذا خالف العمل العلم منع الرشد ..

قال أبو الأسود الدؤلي

لا تنه عن خلق وتأتي مثله

عارٌ عليك إذا فعلت عظيم



العدل والمساواه :

قال تعالى ( وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى )

القيام بالقسط والعدل بين الناس شأنه عظيم

لاشك ان المعلمون يتعرضون لمواقف كثيره من قبل طلابهم سواء في توزيع المهام والواجبات إن كانت هناك أعمال تحتاج إلى مشاركات جماعيه او تفضيل بعضهم دون بعض ويتأكد العدل عند وضع العلامات ورصد الدرجات فلا مجال لمحاباة أحد أو تفضيل أحد سواء لقرابته أو معرفته او لأي أمر كان فإن هذا من الظلم الذي لا يرضاه الله وصاحبه متوعد بالعقوبه

واختلال هذا الميزان عند المعلم اي وجود التميز بين الطلاب كفيل بأن يخلق التوتر وعدم الانسجام والعداوه والبغضاء بين الطلاب وكفيل بأن يجعل هناك هوة واسعة بين المعلم وطلابه الآخرين الذين جار عليهم و لذا على المعلم أن يحرص على تحقيق العدل والمساواه بين طلابه لكي يشيع الإخاء و المحبه بينهم

روى عن مجاهد قال ( المعلم إذا لم يعدل كتب من الظلمه )

التحلي بالأخلاق الفاضله والحميده :

لاشك أن الكلمه الطيبه والعباره الحسنه تفعل أثرها في النفوس وتؤلف القلوب وتُذهب الضغائن والأحقاد من الصدور وكذلك التعبيرات التي تظهر على وجه المعلم تحدث مردودآ إيجابيا أو سلبا لدى الطالب وذلك لأن انبساط الوجه وطلاقته مما تأنس به النفس وترتاح إليه وأما عبوس الوجه وتقطيب الحاجبين فهو مما تنفر منه النفس وتنكره والرسول كان أطيب الناس روحا ونفسآ وكان أعظمهم خلقآ ( وإنك لعلى خلق عظيم ) ولم يكن صلى الله عليه وسلم فظا غليظا حاد الطباع بل كان سهلا سمحا لينا رؤفا بأمته

فالطلاب يحتاج من يرفق بهم ففيهم الجاهل وفيهم الصغير وفيهم الكبير وكل أولئك يلزمهم رفق وخلق وحلم وأناة ولطف وحسن تصرف وتلك أخلاق المعلم الأول صلى الله عليه وسلم كما قال صلى الله عليه وسلم ( من كظم غيظا وهو يقدر أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامه حتى يخيره في أي الحور العين شاء )

ومن هنا نفهم سر قوله صلى الله عليه وسلم ( مامن شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق )

مزاح المعلم مع تلاميذه :

من المعلوم أن المواد العلميه تتميز بالجفاف في مادتها وهي تستلزم حضورا عقليا وقلبيا فتجد الطالب يشحذ حواسه كلها لأستيعاب الماده العلميه المطروحه ومهما يتميز به المعلم من حسن في الأداء وجوده في الطرح فإن عقل التلميذ له قدره محدوده في استقبال المعلومات ولذا كان حري بالمعلم أن يدخل الطُرفه بين ثنايا الدروس العلميه لكي يطرد السامه والملل الذي قد يخيم على اجواء الفصل من جراء تتابع عرض المواد العلميه ومن حسنات بث الطُرفه بين ثنايا الدرس انها تريح الذهن من عناء المتابعه الدقيقه للمعلم وتفيد المعلم في أخذ قسط من الراحه ..

الصبر واحتمال الغضب :

وهي منزله رفيعه لا ينالها إلا ذوو الهمم العاليه والنفوس الزكيه والغضب هو ثورة في النفس يفقد فيها الغاضب اتزانه وتنقلب الموازين عنده فلا يكاد يميز بين الحق والباطل

وهي خصله غير محموده الا ماكان منها غضبا لله تعالى

ووجه تعلق ذلك بالتعليم أن المعلم يتعامل مع افراد يختلفون في الطباع والافكار فمنهم الجيد ومنهم الضعيف

هذا بالأضافه الي انشغال المعلم بعمليات التحضير والتصحيح والتدريس المتواصل مع مايتبع ذلك من تحمل لمشاكل الطلاب المتكرره مما يستلزم من المعلم صبرا وتحملا وهذا الصبر ليس سهل المنال بل انه يحتاج الي طول ممارسة من المعلم حتى يعتاده ويألفه وفقدان الصبر يوقع المعلم في حرج شديد خاصه اذا كان ذلك اثناء ممارسته للتعليم فان المعلم يواجه عقليات متفاوته في الادراك والتصور والاستجابه الي غير ذلك وإن احتواء الغضب والسيطره عليه علامه قوة للمعلم

تجنب الكلام الفاحش البذىء:

الفحش في القول والسباب والسخريه من الاخرين خصال ممقوته ترفضها النفوس وتشمئز منها الطباع وتنأى عنها النفوس الكريمه والمعلم يفترض فيه أنه قدوه يُقتفى أثره ويسلك سبيله فأن اتصف المعلم ببعض هذه الخصال فهي نقيصه وأي نقيصه فالطالب يتأثر بمعلمه سلبا وايجابا

عن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء)

لا شك أن السخريه واللعن والسباب والقول الفاحش يُنبىء عن سوء الطويه وفساد النيه

أخي المعلم

أختي المعلمه

إن الأمه تعلق عليك آمالا كبيره لأنها قدمت لك أغلى ما تملك قدمت لك ثمرة فؤادها وفلذة كبدها ولعل قوله صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) يُغني عن كثير من الكلام


الكاتبة

ايمان علي الشاعل

شاهد أيضاً

إطلاق معرض العطور في إمارة أبوظبي

في إطار الزخم الكبير الذي تشهده إمارة أبوظبي على صعيد الفعاليات والمؤتمرات والمعارض و توفير …